جاء ذلك في كلمة "السيد رئيسي"، اليوم السبت، امام قمة رؤساء منتدى الدول المصدرة للغاز (GECF) باستضافة الجزائر؛ لافتا الى التطورات الراهنة على الساحة الفلسطينية وسائر القضايا الاساسية في العالم الاسلامي.
واضاف : هناك الشعوب الابية مثل الشعب الجزائري الذي استطاع بمقاومته وتقديم مليون شهيد من ابنائه، ان يحرر نفسه من ثقل الهيمنة الاستعمارية؛ بينما لايزال بعض الشعوب ومنها الشعب الفلسطيني المظلوم يقبع تحت هذا الثقل الكبير.
وتابع : لا شك ان تاسيس الكيان الصهيوني، تم وفقا لمخطط استعماري بهدف الحفاظ على نظام الهيمنة الاستعماري في منطقتنا، واليوم حيث انهار عمود هذه الثكنة الزجاجية وتلقت هيكلتها ضربات مهلكة لن تعوض بفعل المقاومة الفلسطينية، يتعين على الجميع ان يدعم هذا الشعب المظلوم والصامد بكافة السبل المتاحة.
واكد رئيس الجمهورية الاسلامية، بان الحرب الدائرة في غزة اليوم، هي تجسيد للمواجهة بين محور الشر ومحور الشرف؛ مبينا انه على جانب من هذه المعركة، يقف جيش ينتظر تزويده من قبل الامريكيين بمزيد من السلاح والقنابل الاكثر فتكا، بينما يقف بالجانب الاخر اطفال جياع يترقبون الحصول على قرص من الخبر.
واكد السيد رئيسي بان، اولئك الذين اتخذوا جانب الصمت على هذه الجرائم، لاشك سيتلقون صفعة قوية غدا؛ وقال : ان فلسطين اضحت اليوم معيار للانسانية والاخلاق والضمير البشري، في الوقت الذي تشير فيه الاحصائيات الرسمية الى استشهاد ما يزيد عن 30 الف امراة وطفل على ايدي الارهابيين الصهاينة، وهناك الالاف من الناس العالقين تحت الانقاض، لان عمليات القصف المتتالية لا تسمح بانتشالهم.
ومضى الى القول : الاسوأ من ذلك، هو ان مئات الالاف من النساء والاطفال يواجهون اليوم خطر الموت بسبب سوء التغذية والامراض؛ مبينا ان سياسات امريكا وضعت غزة على شرف مجاعة جديدة.
وفي جانب اخر من كلمته اليوم، اشار السيد رئيسي بان مجلس الامن الدولي الذي يتولى مسؤولية حفظ السلام والامن، لكنه بات عاجزا من تفعيل وقف اطلاق النار في غزة، وذلك اثر الدعم اللامحدود الذي تقدمه امريكا الى الة حرب الكيان الصهيوني.
واكد الرئيس الايراني، بان الولايات المتحدة قدمت ما في وسعها من الدعم السياسي والعسكري والاعلامي للارهاب الصهيوني الممنهج؛ مبينا ان القنابل الامريكية والاوروبية اليوم تنتقم من التطلعات الفلسطينية.
وتابع قائلا : لو كانت امريكا صادقة بانها لا ترغب في توسيع دائرة الحرب، اذن عليها ان تتخلى عن سياسة الخداع والاكاذيب، بواسطة وقف ارسال شحنات السلاح والقنابل من اجل قتل الفلسطينيين.
ولفت بان الاصوات المنادية بالعدالة لمصلحة الشعب المظلوم في غزة، تدوّ اليوم في انحاء العالم، بدأ من دول امريكا اللاتينية مرورا بافريقيا واوروبا.
وتطرق اية الله رئيسي الى "مجزرة الطحين"، قائلا : لا ينبغي السكوت على هذه الفاجعة التي راح ضحيتها العشرات من الناس المظلومين والجياع الذين تجمعوا لاجل الحصول على الغذاء، عندما تعرضوا الى هجمة الجيش الصهيوني المتعمدة؛ مطالبا باتخاذ رد دولي رادع قبال هذه الجريمة.
وعلى صعيد اخر من كلمته امام القمة، نوه رئيس الجمهورية الاسلامية بالطاقات والانجازات التي حققتها ايران في مجال صناعة الغاز؛ مؤكدا بانها فرص مناسبة لاعضاء منتدى الدول المصدرة للغاز، كما دعا اصحاب رؤوس الاموال الدوليين والدول الاعضاء للمساهمة في مشاريع الطاقة الايرانية بما في ذلك المشاريع المتعلقة بالغاز الطبيعي.
واوضح السيد رئيسي : ان الشركات المعرفية في ايران، قادرة على وضع نماذج شراكة حديثة وناجعة في معرض التعامل مع الدول الاعضاء بمنتدى المصدرين.
واستطرد قائلا : من هذا المنطلق، تدعو جمهورية ايران الاسلامية، الدول الاعضاء في هذا المنتدى وفي سياق تبادل المعلومات والخبرات على صعيد التنقيب والانتاج ونقل التجارب المتعلقة بالغاز والتقنيات ذات الصلة، ان تشكل تحالفات منتظمة وبالتالي عقد استثمارات مشتركة في قطاع الغاز.
واكد السيد رئيسي : انني اقترح على امانة المنتدى، ان تضع الية تعنى بتبادل المعلومات الفنية والتجارب بين الدول المنتجة للغاز وبما يتيح للجميع امكانية الانتفاع من مصالح بعضها الاخر.
واكمل قائلا : ان جمهورية ايران الاسلامية مستعدة لأن تصبح مركزا للطاقة في المنطقة، وطريقا آمنا لتوزيع ونقل الغاز بين المنتجين والأسواق.
انتهى ** ح ع
تعليقك